فصل: فصل في عظم اللسان:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: القانون (نسخة منقحة)



.فصل في عظم اللسان:

قد يكون عظم اللسان من دم غالب وقد يكون من رطوبة كثيرة بلغمية مرخية مهيجة وقد يعظم كثيراً حتى يخرج من الفم ولا يسعه الفم وهذا العظم قد أفردنا ذكره من باب الورم لمن هو مختص به من اللرق.
المعالجات: أما الدموي والكائن من مادة حارة فيعالج بأن يدام دلكه بالمقطعات الحامضة والقابضة مثل الريباس وحماض الأترج والكائن عن الرطوبات فبأن يدام دلكه بالنوشادر والملح مع مصل وخل بعد الاستفراغات أو يؤخذ زنجبيل وفلفل ودار فلفل وملح أندراني يدق جيداً ويدلك منه اللسان فيعود إلى حجمه ويدخل الخارج منه واسترخاء اللسان إذا عرض للصبيان كفى المهم فيه الحمية والتغذية بالعصافير والنواهض.
وقد احتجم إنسان فضرب المبضع ليف عصيب في جوار الغشاء المتصل باللسان فأرخى اللسان.

.فصل في قصر اللسان:

قد يعرض لاتصال الرباط الذي تحته برأس اللسان وطرفه فلا يدع اللسان ينبسط وقد يعرض على سبيل التشنج.
المعالجات: أما الكائن بسبب التشنج فقد قيل فيه.
وأما الكائن بسبب قصر الرباط فعلاجه قطع ذلك الرباط من جانب طرفه قليلاً وتدارك الموضع بالزاج المسحوق ليقطع الدم ومبلغ ما يحتاج إليه من قطعه في إطلاق اللسان أن ينعطف إلى أعلى الحنك وأن يخرج من الفم وإن لم يجسر على قطعه بالحديد تقية وخوفاً من انفجار دم كثير جاز أن يدخل تحت الرباط إبرة بخيط خارم فيخرم من غير قطع ويجعل على العضو ما يمنع الالتصاق وهي الأدوية الكاوية الحادة وإن رفق في قطعه مع تعهد العروق التي تحت اللسان كي لا يصيبها قطع لم يصبها سيلان دم مفرط.

.فصل في أورام اللسان:

قد يعرض للسان أورام حارة وأورام بلغمية وأورام ريحية وأورام صلبة وسرطان.
وعلامات جميع ذلك ظاهرة إذا رجعت إلى ما قيل في علامات الأورام.
وقد يرم اللسان لشرب السموم مثل الفطر والأفيون.
المعالجات: أما الأورام الحارة فتعالج أولاً بالفصد والإسهال وذلكخير في أورام اللسان من القيء وربما لم يستغن عن فصد العرق الذي تحت اللسان ثم يمسك في الفم عند ابتدائها عصارة الهندبا وعصارة الخس خاصة عصارة عنب الثعلب واللبن الحامض وخاصة ماء الورد وماء ورد طبخ فيه الورد وعصارة عصا الراعي وقشور الرمان ويدلك بالجوخ الرطب فإنه شديد النفع من ذلك.
فإذا لم يتحلل ولم ينفتح احتيج في آخره إلى المنضجات المحللة يتغرغر بها مثل العسل باللبن ومثل طبيخ أصل السوس ومثل طبيخ التين والحلبة وطبيخ الزبيب والرزيانج وشرب أيارج فيقرا ليسهّل المادة الغليظة عن فم المعدة ويجعل الأغذية من جنس ما ينضج ويحلل مثل الكرنبي والقطفي بدهن الخلّ.
فإن تقيح استعمل القوابض في الفم مثل طبيخ السماق والآس والعدس وورق الزيتون والشواب العفص.
ومما ينفع من ذلك مرهم يتخذ من عصارة عنب الثعلب ودهن الورد والعدس المقشر والورد.
وإن كان الورم رخواً بلغمياً فقد ينفع منه س من الورم الحار فيه البالغ منتهاه أن يحرق أصل الرازيانج ويلصق عليه.
وقد يسعطون في أمثالها وفي بعض الأورام الحارة التي فيها غلظ هذا الدواء.
وصفته: يؤخذ من الزعفران وأيارج فيقرا من كل واحد جزء ومن الكافور والمسك من كل واحد ثلث جزء ومن السكر الطبرزذ جزء ونصف يحلّ من الجملة وزن دانقين في لبن جارية ويسعط به.
قال جالينوس: ورم لسان إنسان ورماً عظيماً وكان ابن ستين سنة ولم يكن له عهد بالفصد فلم أفصده وسقيته القوقاي وأردت أن أغلف لسانه في الضمّادات الباردة وكان عشاء فخالف طبيب فرأى في الرؤيا ليلته تلك أن يمسك في فمه عصارة الخس فبرأ برأً تاماً وكان ذلك وفق مشورتي.
وأما إن كان الورم صلباً فينبغي أن تلطف التدبير وتجود الغذاء وتستفرغ الأخلاط الغليظة بالأيارجات الكبار المذكورة في أبواب سلفت ويستعمل الغراغر الملطفة ويمسك في الفم نقيع الحلبة وطبيخها بالتين وحبّ الغار مع الزبيب المنقى ويمسك في الفم لبن النساء أو الأتن أو الماعز وأيضاً طبيخ التمر والتين بالنبيذ الحلو أو برب العنب أو بغسل الخيارشنبر ويدام تليين الطبيعة بمثل الأيارج الصغير أو الخيار شنبر.

.فصل في الخلل في الكلام:

قد ذكرنا بعض ما يجب أن يقال فيه في باب استرخاء اللسان وأما الآن فنقول أن الخرس وغيره من آفات الكلام قد يكون من آفة في الدماغ وفي مخرج العصب الجائي إلى اللسان المحرك له وقد يكون في نفس الشعبة وقد يكون في العضل أنفسها.
وذلك الخلل إما تشنّج وإما تمدّد أو تصلّب أو استرخاء أو قصر رباط أو تعقّد عن جراحة اندملت أو ورم صلب.
وقد يكون ذلك كما تعلم من رطوبة في الأكثر وقد يكون من يبوسة وقد تكون الآفة في الكلام من جهة أورام وقروح تعرض في اللسان ونواحيه.
وقد يعرض السرسام لاندفاع العضل من الدماغ إلى الأعصاب وفي الحمّيات الحارة لشدّة تجفيفها ويكون اللسان مع ذلك ضامراً متشنّجاً وهو قليلاً ما يكون.
وهذه من الآفات العرضية غير الأصلية وقد تكون الآفة في الكلام لسبب في عضل الحنجرة إذا كان فيها تمدّد أو استرخاء.
فبما كان الإنسان يتعذّر عليه التصويت في أول الأمر إلا أنه يعنف في تحريك عضل صدره وحنجرته تعنيفاً لا تحتمله تلك العضلة فتعصى فإذا يبس في أول كلمة ولفظة استرسل بعد ذلك.
ومثل هذا الإنسان يجب أن لا يستعدّ للكلام بنفس عظيم وتحريك للصدر عظيم بل يشرع فيه بالهويني فإنه إذا اعتاد ذلك سهل عليه الكلام واعتاد السهولة فيه.
وأما سائر الوجوه فقد ذكرت معالجاتها في أبوابها.
والكائن بعد السرسام فقد ينفع منه فصد العرقين.

.فصل في الضفدع:

هو شبه غدّة صلبة تكون تحت اللسان شبيهة اللون المؤتلف من لون سطح اللسان والعروق التي فيه بالضفدع وسببه رطوبة غليظة لزجة.
المعالجات: يجرّب عليه الأدوية الأكّالة المقطّعة المحللة والتي فيها أفضل تجفيف مثل النوشادر والخلّ والملح والدلك بالزنجار والزاج. فإن لم ينجع استعملت الأدوية الحادة مثل دواء أبيرون ودواء اسفارون ودواء البيض الرطب المذكور في الأقراباذين واستعمال الفصد تحت اللسان وأدوية القَلاع القوي فإن لم ينجع لم يكن بدّ من عمل اليد.
ومن الأدوية الممدوحة فيه أن يؤخذ الصعتر الفارسي وقشور الرمان والملح ويدلك به لسان الصبي المضفدع فإنه يبرئه.
ومما جرّب فيه الزاج المحرق والسورنجان يجمعان بياض البيض ويوضع تحت اللسان.

.فصل في حرقة اللسان:

قد يكون ذلك بسبب حرارة في فم المعدة أو الدماغ لا يبلغ أن يكون حمّى أو بسبب تناول أشياء حريفة ومالحة ومرّة وحلوة والعطش الشديد.
ويكون لأسباب أعظم من ذلك مثل الحميات الحارة والأورام الباطنة.
وعلاج ذلك في الجملة أنه يجب أن يمنع من يشكو ذلك وخصوصاً من المرضى أن ينام على القفا ومن أن يديم فغر الفم ويلزم استعمال الحبوب المتخذة من حبّ البطيخ والقثاء والخيار القرع والترنجبين والنشا وما أشبه ذلك ويمسك في الفم نوى الإجاص والتمرة الهندية وسكّر الحجاز والألعبة المعلومة والعصارات المبردة المرطّبة ويمسح عليه إن كان هناك خلط لزج ودهن ثم يتعهّد بأن يدهن ويمضمض بالأدهان والموم ودوغنات والألعبة والعصارات وشحوم الطير.
ومن الناس من يعالج ذلك بدلكه بالنعناع.

.فصل في علاج الشقوق في اللسان:

لعاب بزرقطونا يمسكه في الفم ويتجرعه وتناول الأكارع والبيض النيمبرشت.
ومما جرب فيه الزبد الحادث من تدلك قطع القثاء والسبستان.

.فصل في دلع اللسان:

قد يكون لأورامه العظيمة وقد يكون عند الخوانيق فتدلع الطبيعة أو الإرادة اللسان ليتسع مجرى التنفّس.

.فصل في البثور في الفم:

أكثر ما يتبثر الفم يكون لحرارة في نواحي المعدة والرأس وبخارات وقد يكون في الحمّيات.
وقد قيل إذا ظهر في الحمّيات الحادة بثور سود في اللسان مات العليل في اليوم الثاني.
وأما المفردات النافعة في البثور في أول الأمر إذا احتيج إلى تبريد وتجفيف فهو مثل الأملج والعفص وبزر الورد والنشا وثمر الطرفاء وشياف ماميثا والجلنار والكثيراء والصندلين والورد والطباشير والسقاق والعدس والطين الأرمني وأقماع الرمان وجفت البلوط وقليميا وفوفل والعصارات الباردة مثل عصارة الخس وعنب الثعلب وعصا الراعي والبقلة الحمقاء وأطراف الكرم.
وكثير من الصبيان من يعالج بثور أفواههم بالشكّر الطبرزذ والكافور.
وأما الحارة المحتاج إليها في آخر الأمر فمثل الماميران والدارشيشعان خاصة وقشور جوزبوا والسعد والزعفران وجوز السرو ولسان الثور وعاقرقرحا وقرنفل وفوتنج والسك من الأدوية القذرة خرء الكلب وربما احتيج في المتقرّح منها إلى الزرنيخ.
وقد جرب للغليظ منها طبيخ الدارشيشعان أوقية عروق نصف أوقية ماميران ربع أوقية صبر وزن درهمين زعفران مثقال وكذلك ما طبخ فيه القرنفل وجوزبوا والدارشيشعان أجزاء سواء أو متقاربة.
وإذا أخذت البثور تتقيّح فيجب أن يقرب منها اللعابات المتخذة من مثل بزر الكتان وبزر المرو والشاهسفرم وبزر الخطمي وهذه البزور أنفسها ودقيق الشعير ولبن الأتن وحده أو مع شيء من هذه.
وربما احتيج إلى طبيخ بزر كتان بالتين والسمن ودقيق الحنطة والنعناع والحلبة.
قال بعض محصلي الأطباء أنه لا شيء أبلغ في علاج بثور الفم من إمساك دهن الأذخر فاتراً في الفم.

.فصل في القلاع والقروح الخبيثة:

القلاع قرحة تتكوّن في جلدة الفم واللسان مع انتشار واتساع وقد يعرض للصبيان كثيراً بل أكثر ما يعرض لهم إنما يعرض لرداءة اللبن أو سوء انهضامه في المعدة وقد يعرض من كل خلط ويتعرف بلونه والأبيض منه بلغمي وتولده من بلغم مالح في الأكثر والأصفر صفراوي ويكون أشد تلقباً من غيره والأسود سوداوي والأحمر الناصع دموي.
وأخبث الجميع هو السوداوي.
وقد يكون من أصناف القلاع ما هو شديد التآكل ويكون منه ما هو أمكن وقد يكون مع ورم وقد يكون مفرداً وكل قرحة تحدث في سطح الفم فإنها تسرع إلى الانبساط لما لا ينفك عنه من حرارة لازمة وجلدته رطبة لينة.
ومن عادة جالينوس أن يسمّيها قلاعاً ما دامت في السطح فإذا تعفّنت وغاصت لم يسمّها قلاعاً بل قروحاً خبيثة وهي التي تحتاج إلى أدوية كاوية وقد يكثر القلاع إذا كثرت الأمطار ويكثر في الحمّيات الوبائية.
العلاج: يجب أن يقصد أولاً الخلط الغالب الفاعل للقُلاع فيستفرغ من البدن كله إن كان غالباً ثم من العرق الذي تحت الذقن ومن الجهارك خاصة فإن فصده نافع في جميع أمراض الفم الحارة المادية.
ثم يستعمل الأدوية البثرية المذكورة على أن يعالج القوي الكثير الرطوبة والصديد والمدّة بالقوي والمعتدل بالمعتدل والضعيف بالضعيف.
إذا كاد القرح يبلغ العظم فيحتاج إلى القوية جداً مثل الفلفلموية بأقاقيا كثير ويجب أن يجتنب الأدهان كلها حتى الزيت.
وأما الأدوية: فتلتقط من أدوية البثور الباردة والحارة التي ذكرناها في الباب الأول وما كان من أحمر دموياً فأوفق أدويته في الأول ما فيه قبض يسير وتبريد ثم من بعد ذلك ما يحلل وما كان منه إلى الشقرة والصفرة فيجب أن يزاد في تبريد الدواء.
وأما غير ذلك فيحتاج أولاً إلى ما يجفف ويجلو وبكيفية معتدلة في أول الأمر ثم إلى ما يجفف ويحلل بقوة ويراعى السن في جميع ذلك.
وأما الصبيان فيجب أن تكون أدويتهم أضعف وأن يصلح لبنهم.
وأما الكبار.
فيجب أن تكون أدويتهم أقوى.
والصبيان ربما نفعتهم الأغذية وحدها فإن لم يكونوا يأكلون وجب أن تطعمها المرضع.
وأما الأدوية الصالحة للحار من القلاع فمثل مضغ ورق العليق ومثل العدس بالخلّ.
وجميع المخاخ إذا خلطت بالسفرجل كانت نافعة وخصوصاً مخ الأيل والعجل والتفاح القابض والكمثري القابض والزعرور والسفرجل والعنّاب وأطراف الكرم والخبازي البستاني جافاً ودقيق العدس ودقيق الأرز.
وأقوى من ذلك الذرور والمتخذ من العفص والطباشير والورد والأقاقيا ونحو ذلك.
وللماميران مع القوابض قوة عجيبة في القُلاع والكافور شديد المنفعة في القُلاع.
وأما الباردات فاستعن عليها بالجوالي المجفّفة وخصوصاً على البلغمي منها وبالمحلّلات القوية التحايل والتجفيف خصوصاً السوداوي مثل دقيق الكرسنّة.
والعسل مع عفص ومرارة الرقّ شديد المنفعة في ذلك وخصوصاً للصبيان إذا خلط بالخلّ وللخبيث زاج بخلّ وإذا كانا أكّالين رديئين فلا بد من استعمال الزنجار مع القلقطار والعفص في الميبختج أو عفص وشبّ وجلّنار سواء واستعمال أقراص موشاس أو كحل طرخماطيقون بعصارة قابضة مثل عصارة الحصرم.
ومن الأدوية المشتركة الشبّ والعفص المسحوقان كالذرور والغابر يدلك به الفم دلكاً ناعماً.
والعفص نافع من كل قُلاع خبيث.
وخصوصاً إذا طبخ بخلّ وملح ويمضمض به في قلاع الصبيان.
ولرماد المازريون خاصية في القُلاع الرديء وهو من الأدوية المشتركة لأصناف القلاع وكذلك البستان أفروز بالماء النحاسي والمردي المحرق.
وأما القلاع السوداوي الأسود فينفع منه أن يطلى بعسل عجن به زبيب منزوع العجم وأنيسون فإن كان هناك ورم أيضاً فاستعمل هذا المرهم وصفته: يؤخذ ماء الباذروج سكرجة دهن الورد نصف سكرجة عدس نصف سكرجة زعفران وزن مثقالين يتخذ منه مرهم.